الجري وراء الشغف
مغالطة منطقية منتشرة بقالها كام سنة كدا في أوساط الشباب المصري
بعض إخوتنا في التنمية البشرية قادوا الحملة دي ولفُّوها لفة هدايا وادُّوها للشباب اللي أصلًا ما صدَّق يلاقي مخرج لنقمته على دراسته أو وظيفته.
بدأنا نلاقي الكليشيه المعتاد بتاع (توماس أديسون كان فاشل وخلَّده التاريخ) و (بيل جيتس كان فاشل في الثانوية وشغَّل عنده أوائل دفعته في مايكروسوفت) وخلافه، دا لدرجة فيه ناس استشهدت بعفيفي محلل الكورة في أنه مهندس وشغله كان كويس في الخليج ومع ذلك سابه واهتم بعمل ڤيديوهات عاليوتيوب، ودلوقتي بقى له وزنه واسمه.
طيب إيه المشكلة بقى في كدا؟
*** المشكلة أنه بيقولك مثال ناجح، لكن مبيقولش ألف مثال راح في الضياع بسبب خطوة عنترية غير محسوبة، بيسلَّط الضوء على بيل جيتس لكن عمر ما حد ذكر ألف واحد ساب الثانوية أو لم يحالفه فيها التوفيق وعانى بعد كدا، وذكر أديسون ومذكرش مليون واحد بلا تعليم عاش في الهم والغم.
عايز تسافر؟ في الأغلب هتسافر بشهادتك مش بشغفك.
عايز تجمع فلوس عشان تبدأ بيزنس؟ في الغالب هتجمعها بشهادتك مش بشغفك.
عايز حتى تكتفي بأنك تعيش وتاكل عيش؟ في الغالب هتعمل دا بشهادتك لغاية ما تنمِّي شغفك ويقدر يسندك.
الحقيقة أن مبدأ الجري ورا الشغف مجرَّدًا كويس جدًا، لكن الجري ورا شغفك ليس معناه إهمال دراستك أو قطع رزقك بشكل فوري، خاصة في بلدنا.
اجرِ ورا شغفك عادي جدًا، بالعكس دا مطلوب وجدًا كمان، بس احسبها بمقاييس حياتك وظروفك أنت، بالبلدي كدا ركِّبها عالقالب بتاعك.
Comments